بغداد – وان نيوز
السوداني يكبر كل يوم واذا استمر على ذلك فإنه سيصبح زعيماً لا محالة، انها استعارة استخدمتها قيادات شيعية لوصف رئيس الوزراء الحالي الذي يمتلك من الطموح ما يكفيه لمنافسة الاباء المؤسسين وحتى الانقلاب عليهم.
فجوة تكبر كل يوم بين السوداني الساعي لولاية ثانية، ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون الذي يرى في نفسه الافضل والاجدر لقيادة المكون الاكبر، وحتى ولو كان ذلك في اطار الظل لا العلن.
القصة بدآت حينما كان المالكي رئيسا للوزراء لدورتين متتاليتين، كان من اشد المعجبين بالسوداني، السياسي المنحدر من اسرة حزب الدعوة فكرا وعقيدة، بدأ يتقلد المناصب تباعاً قافزا بين وزارة ووزارة بمباركة رئيس الوزراء انذاك الذي قرب الحلفاء وابعد الخصوم.
دعم المالكي السوداني في كل مناسبة، فكان اسم الرجل يذكر دائماً في جلسات تسمية رؤساء الحكومات بدأ من حيدر العبادي ووصولاً الى مصطفى الكاظمي، السوداني كان مرشحاً دوماً وبدون تردد.. ولكن لن يستمر الامر طويلاً.
ثورة تشرين التي هزت اركان النظام عام الفين وتسعة عشر، سحبت السوداني من احضان الدعوة لتلقيه منفردا امام امواج الاحزاب الشيعية التقليدية، قيادات كبيرة على وزن حلفاء ايران القدماء وذكريات الحرب العراقية الايرانية، وجد السوداني نفسه امامهم وحيداً، لكن لا بأس فطريق الصعود ليس سهلاً .. يقول حال الرجل.
انتهج السوداني منهجاً برغماتياً، حتى وصل الى المنصب التنفيذي الاعلى هادئا قنوعاً متمسكا بتثبيت اركان حكمه بداية، ثم بدأت الانياب تظهر.. طموح تأسيس تحالف سياسي جديد ينهي سطوة المالكي على الاغلبية الشيعية في الاطار التنسيقي، وتحقق ما عجز المالكي عن تحقيقه، الوقوف على المنتصف بين واشنطن وطهران وهي معادلة الحكم الاصعب في عراق ما بعد الفين وثلاثة.
لا بأس ان يحصد السوداني عشرة مقاعد او اكثر بقليل حاله حال قيادات كثر، لكن ان ينافس بارقام كبيرة ويطرح نفسا زعيماً، هو امر لم ولن يتقبله المالكي قائد الدولة العميقة وعراب السياسة الشيعية.. كانت تلك المؤشرات شرارة الحرب الناعمة التي ستتحول عاجلاً ام اجلاً الى خشنة لا محالة.
تظهر بوادر الصدام في مجالس المحافظات كركوك وديالى، ثم تمتد الى قانون الانتخابات وموعدها الذي يريده المالكي ان يكون مبكراً، وهكذا دواليك تزداد اجواء التوتر بين الرجلين الى الملفات الاكثر حساسية، تسقيط مباشر واتهامات بالتجسس والتنصت والابتزاز ستنهي بلا شك تماسك الاطار التنسيقي الذي اسس لمواجهة الصدر وجمع خصومه في محور واحد.