بغداد – وان نيوز
تنظر ايران الى العراق على انه “حديقة خلفية” ونافذ خارجية على العالم الخارجي، سيما وان ايران ورغم انها تحاذي سبع دول، لكن علاقاتها معهم ليست بالقدر الكافي من القوة.
استغلت ايران الجغرافية لصالحها، وعمدت منذ تغيير النظام في العراق على بناء مصالح اقتصادية لها بالاعتماد على علاقات التبعية للفصائل المسلحة، وتصدير الثورة وفكرة الغاء الحدود وتعزيز العقيدة المذهبية بدلاً من ذلك، فكان العراق هو الاوزة التي تبيض ذهباً.
استغلت طهران ضعف النظام بالعراق والفساد المستشري في مؤسسات الدولة وغياب الرقابة على الموازنات، لتتمكن من تمويل النظام السوري والحزب اللبناني بالمليارات عن طريق خزينة الدولة العراقية، وبسقوط الاسد فإن المخاوف الان تتمحور حول خسارة العراق كذلك.
لغاية الان لم يتجاوز الايرانيون صدمة سقوط النظام السوري الذي جرى في فترة زمينة قصيرة، ولكنهم عمدوا على اظهار نوع من المرونة في العراق، من بينها الاستماع الى مخاوف الحكومة العراقية، وتقديم ضمانات بعدم عرقلة مساع حل بعض الفصائل المسلحة، وفقا لمصادر دبلوماسية في بغداد نقلت اجواء المفاوضات التي حدثت بين مملثين من الحكومة العراقية والنظام الايراني.
تعهد الايرانيون ايضاً بعدم الضغط بتجاه سحب القوات الامريكية من العراق، فضلا عن ارسال تطمينات من بغداد الى الادارة الجديدة في دمشق.
وقد اضطرت ايران للتعامل بهذا الشكل، خشية من سقوط نفوذها بالعراق الذي سيجعل منها بالضرورة بمواجهة مباشرة من حليفة واشنطن، بعد سقوط اخر الاذرع.
ويعتقد ان لغة الدبلوماسية الايرانية ستطغى من جانب الاصلاحيين، على حساب خط حرس الثورة الذي اخفق بشكل واضح بعد خسارة قائد قوة القدس السابق، ولم تفلح سياسته في ادامة التوسع الايراني في المنطقة الذي اخذ يتراجع بشكل ملحوظ.