خاص – وان نيوز
فجأة تهداً لبنان، لتشتعل الساحة السورية بعدها، قوات تظهر من العدم بتجهيزات حديثة واليات وتكنلوجيا متقدمة ومعارك تستعر منذ ايام في محيط حلب ثاني كبرى المحافظات السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية.
الامر ليس وليد الصدفة بل هو نتاج لعبة اقليمية ودولية واسعة، يمكن تلخيصها بتبادل النفوذ بين امريكا وحلفائها من جهة، وروسيا وحليفتها ايران من جهة اخرى.
وهكذا تفرض هذه الحرب معادلة جديدة على الفصائل العراقية التي تحلق مرة جديدة في فلك السياسة الايرانية وما تقتضيه مصلحة محور المقاومة الذي تنخره عثة الضعف والهوان ومرض فقدان القيادة وتراجع نظرية وحدة الساحات.
الحزب اللبناني الذي انكسر بفعل حرب الاشهر الاحدى عشر غاب عن المشهد السوري، ولم يعد هناك داعم على الارض لقوات النظام السوري ووحدات الجيش المثقل بعبء الحصار الاقتصادي والحرب الاهلية، سوى الفصائل العراقية بديلاً موثوقاً وحليفاً جرب سابقاً في حماية دمشق ومحيطها ولم يقصر.
هكذا تنبري اليوم ثلاثة فصائل كبرى في العراق في مغامرة جديدة، يقول مراقبون للشأن العسكري انها حرب استنزاف لا اكثر تلعبها تل ابيب بمكر وذكاء، فبدلاً من نقل المعركة الى العراق وتفكيك وحدة الساحات، ستكون الجماعات العراقية المرتبطة بايران مجبرة على دخول سوريا، وفق نظرية اطفئ النيران في منزل جارك حتى تضمن عدم وصول النيران اليك، يقول القيادي في فصيل الامام علي ابو عزرائيل.
يبشر القيادي الذي ظهر في لبنان سابقا بأن العراق لن يشهد حرباً برية، صدق الرجل فالفصائل ستذهب الى سوريا لانقاذ المحور، ستذهب بذكريات معارك الغوطة الشرقية، وستذهب بشعارات زينب لن تسبى مرتين.
وبهذه الطريقة تفتح الفصائل العراقية ابواب التجنيد والتطوع في مشهد مكرر حتى الملل، للقتال في سوريا وانقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا النظام السوري الذي يظهر عاجزاً وفاقداً لزمام الامور في جبهة الشمال والشرق. معادلة فرضت على طهران وورطت فيها دمشق وغيبت عنها بغداد قصداً، سيكون للعراق منها نصيب، ستطول وتطول وتجلب النيران الى عقر دار الفصائل هذا ان صدق المتشائمون او اصاب العرافون وراسمو سياسة المنطقة