بغداد – وان نيوز
بالزي العماني التقليدي يدخل المبعوث الاممي القادم حديثا الى العراق محمد الحسان الى زقاق ضيق يعرف محليا باسم “الدربونة” استعداداً للقاء المرجع الديني الاعلى علي السيستاني.
يدور حوار عميق بين الجانبين في “البراني” وهو المكان الاكثر شهرة بالمدينة القديمة بالنجف، يستغرق الاجتماع ساعتين او اقل من ذلك بقليل، هو مكان متواضع للوهلة الاولى، لكن يجري فيه وضع الخطوط العريضة لملفات كبرى اقليمية ودولية، يقول السيستاني ان المهم والاهم ان يكون العراق على رأسها.
بعد الاجتماع يصدر مكتب المرجع الاعلى بياناً يلخص فيه ابرز ما ذكر “بسم الله الرحمن الرحيم، ينبغي للعراقيين ولا سيما النخب الواعية أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها”، في قرأءة مفصلة للبيان اجرتها وان نيوز على وجه السرعة يتضح ان السيستاني مستاء من تكرار نفس السياسيات التي ترسم للبلاد، المجرب جرب مرة اخرى والمتهمون بالفساد وبعثرة الاموال عادوا من الشبابيك بعد ان خرجوا من الابواب.
يذكر بيان المرجع الاعلى وهو الاول من نوعه تطرقا للسياسة بعد ان اعتزلت النجف خطبة الجمعة السياسية منذ اعوام، على منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات، وكأن ذلك توصية بتحجيم الفصائل التي تحاول جر البلاد الى حرب اقليمية رغم ان تلك الجماعات نفسها حاولت استغلال خطاب المرجعية لاسناد لبنان ذريعة لشرعنة تحركاتها، وايضا فرصة لاحزاب الاطار بأن تراجع سياستها.
لكن اهم نقطة تستدعي التوقف عندها هو ظهور حالة الاحباط واضحة عند المرجعية من حدوث تغييرات داخلية في العراق، حتى ان المرجع انها هذا الجزء من بالقول، يبدو أن أمام العراقيين مسار طويل الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك، “أعانهم الله عليه”.
البيان الذي كتب بعناية فائقة تحمل لمسات حوزوية، اكد بحالة الجزم ضرورة فرض حلول ناجعة لإيقاف الحرب بالمنطقة او في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية، وهي رسالة مبطنة تدل على رفض المرجعية للحرب او اشتراك العراقيين فيها او حتى استمرارها على عكس ما تقول الفصائل. انتهى البيان، لكن قراءات ما بين السطور تدل على ان المرجعية اعدت العدة وحسمت القرار، وانهت الجدل، العراق اولاً مهما كانت الظروف او اختلفت المسميات.