بغداد – وان نيوز
لم تعد الخارطة الجيوسياسية في المنطقة هي نفسها الان كما هو الحال في السابع من اكتوبر عام الفين وثلاثة وعشرين، ويمكن القول ان اظافر ايران قد تم تقليمها بالمنطقة بترتيب من حليفة واشنطن التي تستمر بعملية رسم شرق اوسط جديد لن يكون العراق بمعزل عنه.
الامر بدأ باضعاف الحزب اللبناني، ثم اسقاط نظام بشار الاسد الذي كان حلقة وصل بين ايران ولبنان، وبخسارة سوريا فإن الايرانيين خسروا طريق الامدادات البري الى الابد واصبح من الصعوبة بناء نفوذ جديد في سوريا.
لكن الولايات المتحدة وحليفتها في الشرق ترى ان بقاء النظام السياسي العراقي وشخوصه المقربة من ايران، وايضا بقاء نفوذ الفصائل العراقية، يعني ان لا شيء تغير، وسيعود ضخ الاموال من العراق مرة اخرى الى لبنان، وستكون الاموال العراقية كفيلة باسناد خطط ايران الجديدة للتأثر بالداخل السوري كما حدث اول مرة.
وتظهر هذه المخاوف واضحة عقب زيارة وزير الخارجية الامريكي بلينكن الى بغداد الذي اوصل رسالة الى حكومة محمد شياع بضرورة منع تدفق السلاح الايراني، او الفصائل المسلحة الى سوريا ومنع اجراء اي تغيير على الارض من جانب العراق.
كما تشمل التوصيات الامريكية التي وصلت الى بغداد حل الفصائل المسلحة وملاحقة الزعماء السياسيين المتورطين بملفات فساد ضخمة وتهريب للدولار.
ويعتقد ان العراق سيكون هو الطرف الثالث في هذه المعادلة الاقليمية الكبيرة، بتغيير ممنهج يمس هيكل النظام السياسي الذي يمثله الاطار التنسيقي، وفقا لمصادر دبلوماسية رفيعة.
ولا يعرف بعد كيف سيحدث هذه التغيير، وسط توقعات بأن تقدم الفصائل على القاء سلاحها والانخراط بمشروع الدولة الذي لن يكون سوى للحكومة السلطة فيه، استجابة لترتيبات اقليمية ودولية كبيرة تجري بالمنطقة وتشمل ايران ايضا التي اقتربت من الحصول على سلاح نووي.