بغداد – وان نيوز
تدرك بغداد ان الامن القومي العراقي سيبقى مهددا اذا استمر العداء طويلاً بين الجارة الشرقية ايران، والوافدون الجدد الى سوريا والذين يمثلون النقيض في التوجهات المذهبية والعقائدية والسياسيات الخارجية.
لذلك تسعى الحكومة الى تطبيع العلاقات بين طهران ودمشق الجديدة، مستغلة النجاحات السابقة في تجربة المصالحة بين ايران والمملكة العربية السعودية، واعادة التأكيد على دور بغداد كوسيط جيد لحل ازمات المنطقة.
وقبيل مغادرته الى ايران دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الى إقامة حوار إقليمي شامل، واعتماد لُغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول، وذلك بالتزامن مع تسريبات تتحدث عن نية بغداد استضافة مؤتمر اقليمي موسع ربما سيحضره ممثلون اوروبيون.
ووفقا لمصادر حكومية فإن السوداني ركز خلال مباحثاته مع الايرانيين على الوساطة التي يترأسها مدير جهاز المخابرات حميد الشطري بين إيران ورئيس الحكومة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع.
ويعتقد ان بغداد استجابت لتوصية امريكية من اجل دمج سوريا الجديدة بمحيطها العربي، وغير العربي ايضاً في اشارة الى تركيا وايران، وهو امر سيُبحث ايضا خلال زيارة مرتقبة يجريها وزير خارجية دمشق الجديد اسعد الشيباني الى بغداد.
وتتجه المعطيات الى فرض حالة التهدئة في سوريا بعد حرب طويلة، وهو امر ينطبق ايضا على لبنان التي نجحت لاول مرة بانتخاب رئيس جديد لها بدون تدخل ايراني مباشر، وهو ما يؤكد فقدان طهران لنفوذها القديم في البلدين.
ولم يتبق في سياسة الامر الواقع هذه والتي تطبخ على نار هادئة بترتيب امريكي وغربي سوى العراق، الذي يرجح ان يسلك هو الاخر مسلك لبنان وسوريا ولكن بطريقة اكثر سلمية.