بغداد – وان نيوز
في عام الفين وثمانية عشر قضى الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليلة اعياد الميلاد برفقة الجنود الامريكيين الذين يتواجدون في قاعدة عين الاسد في الانبار غربي العراق وهي القاعدة التي ستتعرض فيما بعد الى قصف ايراني عنيف عقب اغتيال اهم قائد عسكري ايراني في مطار بغداد.
زار ترامب العراق في ولايته الاولى بدون ان يمر على بغداد او يلتقط الصور في المنطقة الخضراء، دخل البلاد وغادرها بدون حتى ان تعلم الحكومة العراقية بذلك، ولم تعلم ابداً، الا من خلال شاشات التلفزة.
اليوم لم يتغير الامر كثيراً، عاد ترامب وهو يرى ان العراق عبارة عن دولة شرق اوسطية، غنية، تمتلك موقعا جغرافياً هاماً، اسقطت واشنطن نظامها السياسي، ثم تسلقت ايران لتستحوذ على كل شيء، وهكذا يجب ان تتغير الامور وتعود الى نصابها الصحيح وتعود الكلمة الفصل للامريكيين.
ينظر ترامب ايضا الى العراق الى انه اداة بيد ايران، تلك الدولة التي صممت على اغتياله، وعمدت على محاولة تغيير النتائج بالانتخابات لصالح مناوئيه، لكن ذلك لم يحدث وعاد الرجل من جديد الى البيت الابيض.
امام كل تلك المعطيات يعين ترامب من يرى فيهم مسؤولين قادرين على تغيير اوضاع الشرق الاوسط، وابعاد العراق عن النفوذ الايراني، تقول مراكز دراسات امريكية ان ذلك سيحدث ولكن ليس باستخدام القوة المفرطة التي يمتلكه الجيش الامريكي بل بعقوبات ستفرض على العراق وقادته ومصارفه وحتى الموانئ.
عام الفين وخمسة وعشرين سيكون مختلفاً، تشير نفس المراكز الى ان الادارة الجديد ستفرض عقوبات انتقائية على البنوك وشركات الطيران ومشغلي الموانئ وشركات الشحن العراقية لإرسال إشارة إلى اللاعبين التجاريين الآخرين للابتعاد عن تمويل الإرهاب في العراق.
ويقصد هنا بمصطلح الارهاب، الفصائل العراقية التي تصنفها واشنطن جماعات ارهابية، وايضا رجال الاعمال المتورطين بتهريب الدولار الى ايران، ويعتقد ان اغلاق السفارة الامريكية سيكون ايضا من خلال السيناريوهات المطروحة في التعامل مع الملف العراقي.