بغداد – وان نيوز
ليست عادة عند ايران ان ترسل مسؤولا بحجم رئيس البلاد لكي يتحدث الكردية مع الصحفيين في اربيل، زيارة دبلوماسية لكنها تحمل الى كردستان الكثر من المعاني سياسية وامنية واقليمية.
كانت اربيل بالنسبة لطهران حتى وقت قريب ملاذا امناً لمن تصفهم بالعملاء ومهددي امنها القومي وهو ما استدعى قصفها مراراً وتكراراً، لكن الوضع يتجه الان الى التغيير كثيراً، وفي لقاء الرئيس الجديد مسعود بزشكيان مع القيادة الكردية المتمثلة بالرئيس مسعود بارزاني الكثير من بوادر السياسة الناعمة.
وقبل اللقاء الذي جمع الرئيس بارزاني برئيس ايران واثمر عن توجيه دعوة رسمية لزيارة طهران، عقد المسؤول الايراني ايضاً اجتماعات مع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني وعدد من كبار المسؤولين، ووفق ما تردد من وسائل اعلام كردية فإن جميع اللقاءات ناقشة امراً واحداً، السلام والاستقرار.
وتتسم السياسة الجديدة لايران منذ تعيين بزشكيان بنوع من الهدوء والتآني وكأن طهران تريد تغيير ملامحها الحادة التي اسفرت عن ازمات بالغة الخطورة في المنطقة.
لكن تسريبات تأتي من داخل ايران تتحدث عن حالة من عدم الرضا سادت الاوساط المتشددة، في اشارة الى حرس الثورة الذي لا يتحمس كثيراً لتحركات الرئيس الجديد ازاء الملف العراقي ويرى فيها شأناً خاصاً.
وزادت الخلافات كثيرا بين الفريق الدبلوماسي في ايران والحرس القديم المعروف بتشدده عقب اغتيال الحاج قاسم وهو ثاني ارفع شخصية في النظام بعد المرشد الاعلى، وقد انعكس ذلك سلبا على قدرة طهران في توحيد الفصائل العراقية وابقاء التحالفات السياسية الشيعية قائمة تحت مظلة واحدة.