بغداد – وان نيوز
لطالما اعتبرت القوى الشيعية الحاكمة الاذرع المسلحة التابعة لها جزء من نفوذها، وقد تمكنت تلك الجماعات من التغلغل في الدولة مستغلة الحرب على الارهاب، وبناء امبراطوريات مالية ضخمة، وهو ما يعكس حالة القلق التي تعيشها الاحزاب الكبرى وعدم ثقتها بالقوات النظامية كالجيش والشرطة.
لكن الان ثمة قناعة سائدة داخل الاطار التنسيقي، تشير الى ان تفكيك الفصائل واستبعاد الجهات السياسية التي تعتبرها واشنطن متعاونة مع إيران هو الحل الوحيد لتجنيب العراق الكارثة، والحفاظ على الحكم الشيعي والخروج باقل الخسائر الممكنة.
وضرب سقوط نظام الاسد في عدة ايام مثالاً للاحزاب العراقية، عن كيف ان دمشق غيرت وجهتها مئة وثمانين درجة وخضعت لحكم القوى الاسلامية السنية المتشددة بعد ان كانت على مدار عقود تدور ضمن الفلك الايراني.
ووفقا لمصادر اوردها موقع ارم نيوز، فإن القوى الكبيرة في بغداد تلقت مؤشرات عن نية واشنطن فرض عقوبات واسعة النطاق على العراق إذا لم يتم تفكيك الفصائل المسلحة وإبعادها حتى من داخل الحشد الشعبي.
ويعتقد ان العقوبات المحتملة ستستهدف أفرادًا وكيانات مرتبطة بشكل مباشر بإيران، وقد تمتد إلى قطاعات اقتصادية، أبرزها النفط، حيث طالبت واشنطن مرارًا بوقف تهريب النفط العراقي إلى إيران، فضلاً عن الدولار، وايقاف الاعتماد على الغاز القادم من الشرق.
ولا يبدو ان الايرانيين مهتمين مثل السابق بالفصائل العراقية، حتى ان المرشد الاعلى تغاضى عن ذكر تلك الجماعات اثناء حديثه عن اقطاب محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن، وهو ما يرجح ان تتساهل طهران مع حل تلك الفصائل مقابل الحصول على مكتسبات مباشرة من الادارة الامريكية الجديدة.